Forwarded from قناة د. عبداللطيف التويجري
(مقامات في المقامات) قراءة توصيفية حُكْميَّة في المقامات القرآنية..
بحث لمحبكم حول المقامات القرآنية نشر قديمًا، ورأيتُ إعادة نشره مع تجدد الحديث عنها، وهي وجهة نظر، واجتهاد باحث، لا عدمناكم ناصحين مسددين.
http://saaid.org/Doat/twijri/6.htm
بحث لمحبكم حول المقامات القرآنية نشر قديمًا، ورأيتُ إعادة نشره مع تجدد الحديث عنها، وهي وجهة نظر، واجتهاد باحث، لا عدمناكم ناصحين مسددين.
http://saaid.org/Doat/twijri/6.htm
لفتة جميلة من ابن الوزير اليماني حول أهمية تقدير أهل الفن السابقين الذين قدموا وبذلوا وكتبوا وحرروا، حيث يقول:
"لأهل كل فن من الفنون الإسلامية منَّة على كل مسلم تُوجب توقير أهل ذلك الفن، وشكرهم والدعاء لهم، والثناء عليهم؛ لما مهدوا من قواعد علمهم، وذللوا من صعوبة فنهم، وكثروا من فوائده، وقيدوا من شوارده".
|| الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (٢٤٠/٢).
"لأهل كل فن من الفنون الإسلامية منَّة على كل مسلم تُوجب توقير أهل ذلك الفن، وشكرهم والدعاء لهم، والثناء عليهم؛ لما مهدوا من قواعد علمهم، وذللوا من صعوبة فنهم، وكثروا من فوائده، وقيدوا من شوارده".
|| الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم (٢٤٠/٢).
◉ ذكاء وزكاء!
من أعظم الآيات التي تدل على أثر العلم العظيم على النفوس هذه الآية: {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم}، ففيها دليل لطيف أن العلم يدل على الإيمان، وأن الإيمان سبب لإخبات القلوب وتزكيتها، فتأمل كيف كان أثر العلم على النفس (ذكاء وزكاء).
من أعظم الآيات التي تدل على أثر العلم العظيم على النفوس هذه الآية: {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم}، ففيها دليل لطيف أن العلم يدل على الإيمان، وأن الإيمان سبب لإخبات القلوب وتزكيتها، فتأمل كيف كان أثر العلم على النفس (ذكاء وزكاء).
◉ فكر واشكر!
صَدَقَ من قال: إن عبادة التفكر عبادة شبه منسية في هذا الزمن، وقد وردت مادتها في القرآن أكثر من (١٥) مرة، فحاول دائمًا أن تتفكر في كثرة نعم الله عليك وفي أحوالك كلها، في صحتك وسمعك وبصرك وأمنك وشربك وأكلك ونومك، ثم اشكر الله بالقول والفعل.
صَدَقَ من قال: إن عبادة التفكر عبادة شبه منسية في هذا الزمن، وقد وردت مادتها في القرآن أكثر من (١٥) مرة، فحاول دائمًا أن تتفكر في كثرة نعم الله عليك وفي أحوالك كلها، في صحتك وسمعك وبصرك وأمنك وشربك وأكلك ونومك، ثم اشكر الله بالقول والفعل.
عند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض، أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال.
|| الذهبي، الكبائر (ص١٦١).
|| الذهبي، الكبائر (ص١٦١).
◉ نموذج دعاء قنوت (من القرآن والسنة) موافق لما استحبه فقهاء الحنابلة وغيرهم.
استحب جمع من فقهاء الشافعية والحنابلة البدء في قنوت الوتر:
• بأثر الحسن بن علي رضي الله عنه: (اللهم اهدني فيمن هديت..إلخ).
• أو أثر عمر رضي الله عنه: (اللهم إنا نستعينك..إلخ).
وتعليل ذلك عندهم:
١. أنها هي الواردة في النصوص.
٢. أنه سبق ذكر الحمد في ذكر الرفع من الركوع.
ثم استحبوا الصلاة على النبي ﷺ فيه لفعل الصحابة رضي الله عنهم.
ثم استحبوا ختم دعاء القنوت بـ(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ).
وهذا نموذج موافق لما سبق بيانه:
👇👇
استحب جمع من فقهاء الشافعية والحنابلة البدء في قنوت الوتر:
• بأثر الحسن بن علي رضي الله عنه: (اللهم اهدني فيمن هديت..إلخ).
• أو أثر عمر رضي الله عنه: (اللهم إنا نستعينك..إلخ).
وتعليل ذلك عندهم:
١. أنها هي الواردة في النصوص.
٢. أنه سبق ذكر الحمد في ذكر الرفع من الركوع.
ثم استحبوا الصلاة على النبي ﷺ فيه لفعل الصحابة رضي الله عنهم.
ثم استحبوا ختم دعاء القنوت بـ(اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ).
وهذا نموذج موافق لما سبق بيانه:
👇👇
◉ مراتب قراءة القرآن!
«واعلم بأن القرآن العزيز:
- يقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير.
- ويقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل، والتوقف.
- ويقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع ولا يؤنب إذا أراد الإسراع».
|| السخاوي، جمال القراء وكمال الإقراء( ١/٦٦٥).
وللفائدة فإنَّ الشافعية يرون سرعة التلاوة لشيء طُلب بخصوصه كرمضان والأوقات الفاضلة، ويرون أن الأسراع لا بأس به في التلاوة وإنما المكروه هو (الهذّ) وهو الإسراع المفرط، وهنا بيان نصوصهم من رسالة (تدبر القرآن) لمحبكم التي طبعتها دار المنهاج، مع نص ثمين للإمام الشافعي في الأم.
👇👇
«واعلم بأن القرآن العزيز:
- يقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير.
- ويقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل، والتوقف.
- ويقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع ولا يؤنب إذا أراد الإسراع».
|| السخاوي، جمال القراء وكمال الإقراء( ١/٦٦٥).
وللفائدة فإنَّ الشافعية يرون سرعة التلاوة لشيء طُلب بخصوصه كرمضان والأوقات الفاضلة، ويرون أن الأسراع لا بأس به في التلاوة وإنما المكروه هو (الهذّ) وهو الإسراع المفرط، وهنا بيان نصوصهم من رسالة (تدبر القرآن) لمحبكم التي طبعتها دار المنهاج، مع نص ثمين للإمام الشافعي في الأم.
👇👇
أتاك [الشيطان] يا ابن آدم من كل وجه غير أنه لم يأتك من "فوقك" لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله، قاله قتادة عند تفسير قوله تعالى: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم...} ولم يقل من فوقهم!
نسأل الله الكريم أن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.
نسأل الله الكريم أن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.
◉ الاعتكاف النبوي!
من المفيد لمن أراد الاعتكاف في هذه العشر الفضيلة أو جزء منها أن يقرأ ما سطره الإمام ابن القيم عن هديه ﷺ في الاعتكاف وذلك في زاد المعاد، فهو القدوة ﷺ في هديه وفعله وقوله وجميع أحواله، وقد جمعتها لكم في ملف واحد هنا، تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل.
👇👇
من المفيد لمن أراد الاعتكاف في هذه العشر الفضيلة أو جزء منها أن يقرأ ما سطره الإمام ابن القيم عن هديه ﷺ في الاعتكاف وذلك في زاد المعاد، فهو القدوة ﷺ في هديه وفعله وقوله وجميع أحواله، وقد جمعتها لكم في ملف واحد هنا، تقبل الله منا ومنكم صالح القول والعمل.
👇👇
Forwarded from قناة طلال الحسّان.
◉ الجامع في أدعية الكتاب والسنة.
أدعية الكتاب والسنة أفضل ما يتحراه العبد ويدعو به، وذلك لما فيها من البركة والنور والخير والشمول، فقد شملت خير الدنيا والآخرة، قال ابن تيمية: (وَيَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَدْعُوا بِالْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا رَيْبَ فِي فَضْلِهِ وَحُسْنِهِ وَأَنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا). انظر : مجموع الفتاوى ( ٣٤٦/١)
ومن أفضل الكتب التي اعتنت بجمع أدعية الكتاب والسنة؛ كتاب الجامع في الأدعية النبوية لفضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف التويجري، فقد رتّبه مؤلفه ترتيبًا بديعًا، وحرص غاية الحرص على تحرّي الألفاظ النبوية الصحيحة، وراجع في ذلك أصول ومخطوطات حتى يتثبت من اللفظ ويُثبته.
جميل أن يكون مصاحبًا لك في هذه العشر المباركة. اقرأه بتأمل وحضور قلب، وستحمد العاقبة بإذن الله..
وهذا ملف (bdf) لكتاب الجامع في أدعية الكتاب والسنة، يسرني أن أضعه بين أيديكم.
👇🏼👇🏼
أدعية الكتاب والسنة أفضل ما يتحراه العبد ويدعو به، وذلك لما فيها من البركة والنور والخير والشمول، فقد شملت خير الدنيا والآخرة، قال ابن تيمية: (وَيَنْبَغِي لِلْخَلْقِ أَنْ يَدْعُوا بِالْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي جَاءَ بِهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا رَيْبَ فِي فَضْلِهِ وَحُسْنِهِ وَأَنَّهُ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ صِرَاطُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا). انظر : مجموع الفتاوى ( ٣٤٦/١)
ومن أفضل الكتب التي اعتنت بجمع أدعية الكتاب والسنة؛ كتاب الجامع في الأدعية النبوية لفضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف التويجري، فقد رتّبه مؤلفه ترتيبًا بديعًا، وحرص غاية الحرص على تحرّي الألفاظ النبوية الصحيحة، وراجع في ذلك أصول ومخطوطات حتى يتثبت من اللفظ ويُثبته.
جميل أن يكون مصاحبًا لك في هذه العشر المباركة. اقرأه بتأمل وحضور قلب، وستحمد العاقبة بإذن الله..
وهذا ملف (bdf) لكتاب الجامع في أدعية الكتاب والسنة، يسرني أن أضعه بين أيديكم.
👇🏼👇🏼
◉ دعوات عظيمة تُنسى في الغالب، فحافظ عليها في هذه الليالي العظيمة:
١. «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
٢. ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِير﴾.
٣. ﴿رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾.
٤. «اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي».
٥. اللَّهُمَّ آتِنِي الْحِكْمَةَ، الَّتِي مَنْ أُوتِيَهَا فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.
٦. «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي».
٧. «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ».
٨. اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.
٩. اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي.
١٠. اللهم إني أسألك العفو والعافية، واليقين في الآخرة والأولى.
١. «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
٢. ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِير﴾.
٣. ﴿رَبِّ أَوۡزِعۡنِيٓ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَٰلِدَيَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَٰلِحٗا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِي فِي ذُرِّيَّتِيٓۖ إِنِّي تُبۡتُ إِلَيۡكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ﴾.
٤. «اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي».
٥. اللَّهُمَّ آتِنِي الْحِكْمَةَ، الَّتِي مَنْ أُوتِيَهَا فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.
٦. «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي».
٧. «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ».
٨. اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ.
٩. اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي.
١٠. اللهم إني أسألك العفو والعافية، واليقين في الآخرة والأولى.
◉ اعتكاف المرأة!
يجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد في رمضان إن أمنت الفتنة؛ فالاعتكاف سنة للرجال والنساء، وقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن يعتكفن مع النبي ﷺ في حياته، واعتكفن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
قال في "عون المعبود": (فِيهِ دَلِيل على أَنَّ النِّسَاء كَالرِّجَالِ فِي الاعْتِكَاف).
قال ابن قدامة في "المغني" (4/464):
(وَلِلْمَرْأَةِ أَنْ تَعْتَكِفَ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ.
وَلا يُشْتَرَطُ إقَامَةُ الْجَمَاعَةِ فِيهِ؛ لأَنَّهَا غَيْرُ وَاجِبَةٍ عَلَيْهَا، وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ.
وَلَيْسَ لَهَا الاعْتِكَافُ فِي بَيْتِهَا؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
وَلأَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ﷺ اسْتَأْذَنَّهُ فِي الاعْتِكَافِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَذِنَ لَهُنَّ).
يجوز للمرأة أن تعتكف في المسجد في رمضان إن أمنت الفتنة؛ فالاعتكاف سنة للرجال والنساء، وقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن يعتكفن مع النبي ﷺ في حياته، واعتكفن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
قال في "عون المعبود": (فِيهِ دَلِيل على أَنَّ النِّسَاء كَالرِّجَالِ فِي الاعْتِكَاف).
قال ابن قدامة في "المغني" (4/464):
(وَلِلْمَرْأَةِ أَنْ تَعْتَكِفَ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ.
وَلا يُشْتَرَطُ إقَامَةُ الْجَمَاعَةِ فِيهِ؛ لأَنَّهَا غَيْرُ وَاجِبَةٍ عَلَيْهَا، وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ.
وَلَيْسَ لَهَا الاعْتِكَافُ فِي بَيْتِهَا؛ لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}.
وَلأَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ ﷺ اسْتَأْذَنَّهُ فِي الاعْتِكَافِ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَذِنَ لَهُنَّ).
◉ كيف تغتنم ليلة سبع وعشرين؟
١. اطرق أبواب السماء: فإنها ليلة عظيمة، وأكثر من الدعاء بخشوع ويقين، وألِحَّ في مسألتك، فما خاب عبدٌ طرق باب ربه ورجاه.
٢. قُمْ ليلك بخشوع وابتهال: فساعة في القيام تزن أعمارًا كثيرة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، كيف وقد قال ﷺ: «مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه». [متفق عليه] وليلة السابع والعشرين من أرجى ليالي القدر عند جمعٍ من العلماء.
٣. اجعل القرآن أنيسًا لقلبك: رتّل بخشوع وتدبر، ففي كل حرف بركة ونور، وأحيِ قلبك بآيات الرحمة والرجاء، واستشعر أن كل وعدٍ فيه حق، وكل وعيدٍ صدق، واجعل تلاوتك مناجاة صادقة، وقراءة مُخلصة.
٤. اضرب بسهم الصدقة في هذه الليلة: فالصدقة قد تفتح لك أبوابًا من الخير لا يعلمها إلا الله، يقول ﷺ: «الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ». [الترمذي].
ولا تحقرنَّ من العطاء شيئًا؛ فدينار تنفقه، أو وجبة تتصدق بها، قد تكون سببًا لرحمة تنزل، وكرب يُفرَّج.
٥. أطلِق لسانك بذكر الله: اجعل لسانك رطبًا بالتهليل والتسبيح والاستغفار، فالذكر حياة للقلوب.
لا تدع ساعة تمر دون أن تملأها بتسبيحة تُرفع، أو استغفار يُمحى به ذنب، وخُصَّ نفسك بصيَغ الأذكار الجامعة، فهي كنوز من الخير تُثقل الميزان، وتفتح أبواب الرضوان.
٦. طهّر قلبك وصفِّ سريرتك: أزل عن قلبك ثقل العداوات، وألقِ عن كاهلك أوزار الضغائن، فلعل دعوةً من قلبٍ صافٍ في هذه الليلة تغيّر مصيرك، فالصفاء الداخلي لا يُجمّل حياتك فحسب، بل يفتح لك أبوابًا من المغفرة والقبول: {وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].
أخيرًا…إنها ليلة عظيمة قد تُغيّر مسارك وتكتب سعادتك، فأقبل عليها بقلب يملؤه الرجاء، ونفسٍ تفيض بالإخلاص والتقوى، تقبل اللهُ منا ومنك، ووفقك وأعانك وسددك.
١. اطرق أبواب السماء: فإنها ليلة عظيمة، وأكثر من الدعاء بخشوع ويقين، وألِحَّ في مسألتك، فما خاب عبدٌ طرق باب ربه ورجاه.
٢. قُمْ ليلك بخشوع وابتهال: فساعة في القيام تزن أعمارًا كثيرة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، كيف وقد قال ﷺ: «مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه». [متفق عليه] وليلة السابع والعشرين من أرجى ليالي القدر عند جمعٍ من العلماء.
٣. اجعل القرآن أنيسًا لقلبك: رتّل بخشوع وتدبر، ففي كل حرف بركة ونور، وأحيِ قلبك بآيات الرحمة والرجاء، واستشعر أن كل وعدٍ فيه حق، وكل وعيدٍ صدق، واجعل تلاوتك مناجاة صادقة، وقراءة مُخلصة.
٤. اضرب بسهم الصدقة في هذه الليلة: فالصدقة قد تفتح لك أبوابًا من الخير لا يعلمها إلا الله، يقول ﷺ: «الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ». [الترمذي].
ولا تحقرنَّ من العطاء شيئًا؛ فدينار تنفقه، أو وجبة تتصدق بها، قد تكون سببًا لرحمة تنزل، وكرب يُفرَّج.
٥. أطلِق لسانك بذكر الله: اجعل لسانك رطبًا بالتهليل والتسبيح والاستغفار، فالذكر حياة للقلوب.
لا تدع ساعة تمر دون أن تملأها بتسبيحة تُرفع، أو استغفار يُمحى به ذنب، وخُصَّ نفسك بصيَغ الأذكار الجامعة، فهي كنوز من الخير تُثقل الميزان، وتفتح أبواب الرضوان.
٦. طهّر قلبك وصفِّ سريرتك: أزل عن قلبك ثقل العداوات، وألقِ عن كاهلك أوزار الضغائن، فلعل دعوةً من قلبٍ صافٍ في هذه الليلة تغيّر مصيرك، فالصفاء الداخلي لا يُجمّل حياتك فحسب، بل يفتح لك أبوابًا من المغفرة والقبول: {وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].
أخيرًا…إنها ليلة عظيمة قد تُغيّر مسارك وتكتب سعادتك، فأقبل عليها بقلب يملؤه الرجاء، ونفسٍ تفيض بالإخلاص والتقوى، تقبل اللهُ منا ومنك، ووفقك وأعانك وسددك.
◉ حكم تخفيف الأنوار لتحصيل الخشوع في الصلاة؟
روى الخلال في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص(٨١) عن محمد بن إبراهيم عن قوم يجتمعون فيقرأ لهم القارئ قراءة حزينة، وربما أطفأوا السُّرُج، فقال [قال لي أحمد]: إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس”.
فتأمل كيف علَّق الإمام أحمد الأمر بخشوع القراءة وعدم تكلفها، ولم ير بأسًا في إطفاء السُّرج.
وقد ذكر أبو نُعيم في حلية الأولياء (١٠٤/٩) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ، قال: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الشَّافِعِي يَقُولُ: قَالَتْ أُمِّي: «رُبَّمَا قدمنا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ الْمِصْبَاحَ إِلَى بَيْنَ يَدَيِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ يَسْتَلْقِي، وَيَتَفَكَّرُ ثُمَّ ينَادِي: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي الْمِصْبَاحَ! فَتُقَدِّمُهُ وَيكْتَبُ مَا يَكْتُبُ ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعِيهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: «مَا أَرَادَ بِرَدِّ الْمِصْبَاحِ» قال: (الظُّلْمَةُ أَجْلَى لِلْقَلْبِ!).
فانظر كيف جعل الإمام الشافعي للظلمة أثرًا في صفاء الفكر وجلاء القلب، فكيف إذا كان ذلك في مقام الصلاة والمناجاة؟! وتخفيف الضوء ليس غايةً في ذاته، لكنه وسيلة تعين على جمع القلب وإبعاده عن شواغل الحس، ليكون الحضور أتم والخشوع أعمق.
وتخفيف الإضاءة أثناء الصلاة إن كان ذلك أدعى لسكينة النفوس وحضور القلوب فلا حرج فيه، حيثُ يكون المسلم أحوج ما يكون إلى لحظة صفاء يتخفف فيها من شواغل الحس والضوضاء، وذلك يكون في المكان الذي للإنسان فيه ولاية أو انفراد، في مصلحة تقدر، وأحوال تعتبر.
فاللهم اجعل لنا نورًا في قلوبنا، وخشوعًا يورثنا حلاوة المناجاة، ومغفرةً تكتبُ لنا بها القبول والرضوان.
روى الخلال في كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص(٨١) عن محمد بن إبراهيم عن قوم يجتمعون فيقرأ لهم القارئ قراءة حزينة، وربما أطفأوا السُّرُج، فقال [قال لي أحمد]: إن كان يقرأ قراءة أبي موسى فلا بأس”.
فتأمل كيف علَّق الإمام أحمد الأمر بخشوع القراءة وعدم تكلفها، ولم ير بأسًا في إطفاء السُّرج.
وقد ذكر أبو نُعيم في حلية الأولياء (١٠٤/٩) قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَصْقَلَةَ، قال: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدِ ابْنِ أُخْتِ الشَّافِعِي يَقُولُ: قَالَتْ أُمِّي: «رُبَّمَا قدمنا فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ ثَلَاثِينَ مَرَّةً أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ الْمِصْبَاحَ إِلَى بَيْنَ يَدَيِ الشَّافِعِيِّ وَكَانَ يَسْتَلْقِي، وَيَتَفَكَّرُ ثُمَّ ينَادِي: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّي الْمِصْبَاحَ! فَتُقَدِّمُهُ وَيكْتَبُ مَا يَكْتُبُ ثُمَّ يَقُولُ ارْفَعِيهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي مُحَمَّدٍ: «مَا أَرَادَ بِرَدِّ الْمِصْبَاحِ» قال: (الظُّلْمَةُ أَجْلَى لِلْقَلْبِ!).
فانظر كيف جعل الإمام الشافعي للظلمة أثرًا في صفاء الفكر وجلاء القلب، فكيف إذا كان ذلك في مقام الصلاة والمناجاة؟! وتخفيف الضوء ليس غايةً في ذاته، لكنه وسيلة تعين على جمع القلب وإبعاده عن شواغل الحس، ليكون الحضور أتم والخشوع أعمق.
وتخفيف الإضاءة أثناء الصلاة إن كان ذلك أدعى لسكينة النفوس وحضور القلوب فلا حرج فيه، حيثُ يكون المسلم أحوج ما يكون إلى لحظة صفاء يتخفف فيها من شواغل الحس والضوضاء، وذلك يكون في المكان الذي للإنسان فيه ولاية أو انفراد، في مصلحة تقدر، وأحوال تعتبر.
فاللهم اجعل لنا نورًا في قلوبنا، وخشوعًا يورثنا حلاوة المناجاة، ومغفرةً تكتبُ لنا بها القبول والرضوان.
◉ المسك الذي يطيبُ به الوداع!
ها هو شهرك يتهيأ للرحيل، وأيامه المباركة توشك أن تُطوى، فمن أحسن فيه فليواصل إحسانه، ومن قصَّر فليجعل ختامه جبرًا لما فات، فإنَّ الأعمال بالخواتيم.
وإنَّ الاستغفار غيث القلوب، وبلسم الأرواح، يمحو الذنوب حتى لا يبقى لها أثر، ويجبر ما تخلَّل العمل من نقص أو زلل، يقول الحسن البصري: (أكثروا من الاستغفار، فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة)، ويقول لقمان الحكيم لابنه: (يا بني، عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعاتٍ لا يُرَد فيها سائل).
وهكذا ينبغي أن يُختَم شهر رمضان بالاستغفار، فهو المسك الذي يطيب به الوداع، وقد كان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى يكتب إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر، فإنَّ الفطر طُهرةٌ للصائم من اللَّغو والرفث، والاستغفار يرقَّع ما تخرَّق من الصيام بالغفلة والتقصير، وكان يقول في كتابه إليه: «قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقولوا كما قال نوح عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وكما قال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وكما قال ذو النون عليه السلام: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}».
فيا من أقبل على الله في هذا الشهر، وذاق حلاوة الطاعة، لا تجعل ختامه إلا بما يليق بجلاله، فالأيام الراحلة تشهد، والساعات الأخيرة تُكتب، فاستودعه عملًا صالحًا يسبقك إلى يوم العرض الأكبر، وودعه بتوبة نصوح، واستغفار يفتح لك به أبواب الرضوان، والعتق من النيران، أعاده اللهُ علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحنُ في صحة وعافية، وأمن وإيمان.
وداعًا لشهر كان للقلب أنسَهُ
فيا ليتَهُ دومًا علينا يعوّدُ!
ها هو شهرك يتهيأ للرحيل، وأيامه المباركة توشك أن تُطوى، فمن أحسن فيه فليواصل إحسانه، ومن قصَّر فليجعل ختامه جبرًا لما فات، فإنَّ الأعمال بالخواتيم.
وإنَّ الاستغفار غيث القلوب، وبلسم الأرواح، يمحو الذنوب حتى لا يبقى لها أثر، ويجبر ما تخلَّل العمل من نقص أو زلل، يقول الحسن البصري: (أكثروا من الاستغفار، فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة)، ويقول لقمان الحكيم لابنه: (يا بني، عوِّد لسانك الاستغفار، فإن لله ساعاتٍ لا يُرَد فيها سائل).
وهكذا ينبغي أن يُختَم شهر رمضان بالاستغفار، فهو المسك الذي يطيب به الوداع، وقد كان عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى يكتب إلى الأمصار يأمرهم بختم رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر، فإنَّ الفطر طُهرةٌ للصائم من اللَّغو والرفث، والاستغفار يرقَّع ما تخرَّق من الصيام بالغفلة والتقصير، وكان يقول في كتابه إليه: «قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقولوا كما قال نوح عليه السلام: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وكما قال موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وكما قال ذو النون عليه السلام: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}».
فيا من أقبل على الله في هذا الشهر، وذاق حلاوة الطاعة، لا تجعل ختامه إلا بما يليق بجلاله، فالأيام الراحلة تشهد، والساعات الأخيرة تُكتب، فاستودعه عملًا صالحًا يسبقك إلى يوم العرض الأكبر، وودعه بتوبة نصوح، واستغفار يفتح لك به أبواب الرضوان، والعتق من النيران، أعاده اللهُ علينا وعليكم أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، ونحنُ في صحة وعافية، وأمن وإيمان.
وداعًا لشهر كان للقلب أنسَهُ
فيا ليتَهُ دومًا علينا يعوّدُ!